أف 5: 21-33؛ 1 بط 3: 1-7
“خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ ٱللهِ. أَيُّهَا ٱلنِّسَاءُ، ٱخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، لِأَنَّ ٱلرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ ٱلْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ ٱلْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ ٱلْجَسَدِ. وَلَكِنْ كَمَا تَخْضَعُ ٱلْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذَلِكَ ٱلنِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ. أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ ٱلْمَسِيحُ أَيْضًا ٱلْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لِأَجْلِهَا، لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ ٱلْمَاءِ بِٱلْكَلِمَةِ، لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لَا دَنَسَ فِيهَا وَلَا غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذَلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلَا عَيْبٍ. كَذَلِكَ يَجِبُ عَلَى ٱلرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ ٱمْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ. فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ، بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ، كَمَا ٱلرَّبُّ أَيْضًا لِلْكَنِيسَةِ. لِأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ. «مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ ٱلرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِٱمْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ ٱلِٱثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا». هَذَا ٱلسِّرُّ عَظِيمٌ، وَلَكِنَّنِي أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ ٱلْمَسِيحِ وَٱلْكَنِيسَةِ. وَأَمَّا أَنْتُمُ ٱلْأَفْرَادُ، فَلْيُحِبَّ كُلُّ وَاحِدٍ ٱمْرَأَتَهُ هَكَذَا كَنَفْسِهِ، وَأَمَّا ٱلْمَرْأَةُ فَلْتَهَبْ رَجُلَهَا”.
“كَذَلِكُنَّ أَيَّتُهَا ٱلنِّسَاءُ، كُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِكُنَّ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ ٱلْبَعْضُ لَا يُطِيعُونَ ٱلْكَلِمَةَ، يُرْبَحُونَ بِسِيرَةِ ٱلنِّسَاءِ بِدُونِ كَلِمَةٍ، مُلَاحِظِينَ سِيرَتَكُنَّ ٱلطَّاهِرَةَ بِخَوْفٍ. وَلَا تَكُنْ زِينَتُكُنَّ ٱلزِّينَةَ ٱلْخَارِجِيَّةَ، مِنْ ضَفْرِ ٱلشَّعْرِ وَٱلتَّحَلِّي بِٱلذَّهَبِ وَلِبْسِ ٱلثِّيَابِ، بَلْ إِنْسَانَ ٱلْقَلْبِ ٱلْخَفِيَّ فِي ٱلْعَدِيمَةِ ٱلْفَسَادِ، زِينَةَ ٱلرُّوحِ ٱلْوَدِيعِ ٱلْهَادِئ، ٱلَّذِي هُوَ قُدَّامَ ٱللهِ كَثِيرُ ٱلثَّمَنِ. فَإِنَّهُ هَكَذَا كَانَتْ قَدِيمًا ٱلنِّسَاءُ ٱلْقِدِّيسَاتُ أَيْضًا ٱلْمُتَوَكِّلَاتُ عَلَى ٱللهِ، يُزَيِّنَّ أَنْفُسَهُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِهِنَّ، كَمَا كَانَتْ سَارَةُ تُطِيعُ إِبْرَاهِيمَ دَاعِيَةً إِيَّاهُ «سَيِّدَهَا». ٱلَّتِي صِرْتُنَّ أَوْلَادَهَا، صَانِعَاتٍ خَيْرًا، وَغَيْرَ خَائِفَاتٍ خَوْفًا ٱلْبَتَّةَ. كَذَلِكُمْ أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ، كُونُوا سَاكِنِينَ بِحَسَبِ ٱلْفِطْنَةِ مَعَ ٱلْإِنَاءِ ٱلنِّسَائِيِّ كَٱلْأَضْعَفِ، مُعْطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامَةً، كَٱلْوَارِثَاتِ أَيْضًا مَعَكُمْ نِعْمَةَ ٱلْحَيَاةِ، لِكَيْ لَا تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ”.
لنرى سويًا النص المذكور في المقطع الأول، والآية 31. إنه اقتباس من تكوين 2: 24: “لِذَلِكَ يَتْرُكُ ٱلرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِٱمْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا”. في الآية التالية (32) ينظر بولس للخلف على هذا الاقتباس ويقول: “هَذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلَكِنَّنِي أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ”.
سر الزواج
الآن، لماذا اتحاد الرجل والمرأة سويًا ليصبحوا جسد واحد في الزواج، يُعتبر سر؟ إجابة الرسول بولس موجودة في الآية 32 وهي: الإتحاد في الزواج سر لأن أعمق معانيه تم إخفائها جزئيًا. لكن الآن تم إعلانها جزئيًا من خلال الرسول، مُسميًا الزواج صورة للمسيح والكنيسة. الآية 32: “وَلَكِنَّنِي أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ”.
لذلك فالزواج مثل تشبيه مستعار أو صورة أو مَثَل يشير إلى شيء أعمق بكثير من اتحاد رجل وامرأة ليكونوا جسد واحد. إنه يشير إلى العلاقة بين المسيح والكنيسة. هذا هو أعمق معاني الزواج. إنه مَعني بأن يكون صورة حية لارتباط المسيح والكنيسة ببعضهم البعض.
لاحظ الآيات 28-30، تصف التوازي بين المسيح والكنيسة وكونهم جسد واحد والزوج والزوجة كونهم جسد واحد. “كَذَلِكَ يَجِبُ عَلَى ٱلرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ ٱمْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ. فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ، بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ”. بكلمات أخرى، اتحاد الجسد الواحد بين الرجل وزوجته يعني أنهم الآن جسد واحد، لذلك الاهتمام الذي يقوم به الزوج تجاه زوجته يتجه لنفسه أيضًا. إنهم واحد. ما يفعله لها يفعله لنفسه. ثم يقارن هذا باهتمام المسيح بالكنيسة. مرورًا بالآية 29 قرب النهاية، يقول إن الزوج يقوت جسده ويربيه “كَمَا ٱلرَّبُّ أَيْضًا لِلْكَنِيسَةِ. لِأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ”. بكلمات أخرى، تمامًا كما أن الزوج جسد واحد مع زوجته، كذلك الكنيسة جسد واحد مع المسيح. عندما يقوت ويربِّي الزوج زوجته، إنه يقوت ويربي جسده. وبالتالي عندما يقوت ويربي المسيح الكنيسة، فإنه يقوت ويربِّي نفسه.
إن أردت أن تفهم قصد الله للزواج، يجب أن تعي أننا نتعامل مع نسخة من صورة أصلية، تشبيه مستعار وواقع، ومثل وحقيقة. والأصل والواقع والحقيقة هي زواج الله بشعبه، أو زواج المسيح بالكنيسة، بينما النسخة والتشبيه والمثل هو زواج الرجل بزوجته. يقول Geoffrey Bromiley “كما خلق الله الإنسان على صورته، لذلك عمل الزواج الأرضي ليعكس صورة زواجه الأبدي مع شعبه” (God and Marriage, p. 43).
أدوار الأزواج والزوجات
واحدة من الأشياء التي يمكن تعلُّمها من هذا السر هو أدوار للزوج والزوجة في الزواج. واحدة من نقاط الرسول بولس في رسالته هي أن أدوار الزوج والزوجة في الزواج غير معينة بطريقة اعتباطية، ولا يمكن عكسها بدون أن تشوِّش على غرض الله الأساسي للزواج. أدوار الزوج والزوجة متأصِّلة في أدوار المسيح وكنيسته. الله يعني – بالزواج – أن يقول شيء عن ابنه وكنيسته بطريقة ارتباط الزوج والزوجة ببعضهم البعض.
نرى هذا في الآيات 23-25. الآية 24 تتكلم عن الزوجة التي هي نصف التشبيه، والآيات 23 و25 تتكلم عن الزوج الذي هو النصف الآخر من التشبيه. الزوجات، تجد دورها المميز كزوجة في فهم كيف ترتبط الكنيسة بالمسيح. الآية 24: “وَلَكِنْ كَمَا تَخْضَعُ ٱلْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذَلِكَ ٱلنِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ”. ثم للرجال: تجد دورك المميز كزوج في فهم طريقة ارتباط المسيح بالكنيسة. الآية الأولى 23: “لِأَنَّ ٱلرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ ٱلْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ ٱلْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ ٱلْجَسَدِ”. ثم الآية 25: “أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ ٱلْمَسِيحُ أَيْضًا ٱلْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لِأَجْلِهَا”.
استرداد القيادة والخضوع
فَكِّر في هذا للحظات، بالارتباط مع ما رأيناه في هذه السلسلة إلى الآن. حاولت أن أعرض من تكوين 1–3 أنه عندما دخلت الخطية إلى العالم، أفسدت التناغم في الزواج، ليس بسبب أنها أحضرت القيادة والخضوع للوجود، لكن بسبب أنها لَوَت (شوَّهت) تواضع الرجل، وقيادته المُحبة إلى سيادة عدائية في بعض الرجال واللامبالاة عند آخرين. وأنها لَوَت (شوهت) ذكاء المرأة، وخضوعها الإرادي إلى تلاعب خدَّاع في بعض النساء وعصيان وقح في أخريات. الخطية لم تخلق القيادة والخضوع، إنها أفسدتهم وشوهتهم وجعلتهم قبيحين ومدمرين.
والآن، إن كان هذا صحيحًا، إذًا الخلاص الذي نتوقعه مع مجيء الرب ليس تفكيك الأصل أو النظام المخلوق للقيادة المُحبة والخضوع الإرادي، لكن استردادهم من وَيْلات الخطيئة. وهذا ما نجده فقط في أفسس 5: 21-33. الزوجات، اجعلن خضوعكن يُستَرَد من خلال النموذج الذي يهدفه الله من الكنيسة. الرجال، اجعلوا قيادتكم الساقطة تُستَرَد من خلال النموذج الذي يهدفه الله لأجل المسيح.
وبالتالي، القيادة ليست حق للهيمنة والسيطرة، إنها مسئولية للمحبة مثل المسيح؛ أن تضع حياتك لأجل زوجتك في قيادة خادمة. والخضوع ليس عبودية أو أمر كرهي أو انكماش في خوف، هذه ليست الطريقة التي يريد المسيح أن تتجاوب الكنيسة بها مع قيادته، إنه يريده – أي الخضوع – حر وإرادي ومُسِر ونقي وقوي.
بكلمات أخرى، ما يفعله هذا النص الكتابي هنا شيئين: إنه يقف أمام إساءة استخدام القيادة بإخبار الرجال أن يحبوا مثل يسوع، وأيضًا يقف أمام الازدراء في الخضوع بإخبار الزوجات أن يتجاوبن بطريقة خضوع الكنيسة للمسيح.
تعريف القيادة والخضوع
ربما، ما سيكون مفيد هنا هو إعطاء تعريف خفيف للقيادة والخضوع كما أفهم من هذا النص، ثم إقامة هدف أو اثنان، وأختم ببعض التطبيقات العملية.
- القيادة هي الدعوة الإلهية للزوج بأن يأخذ المسئولية الرئيسية على مثال قيادة المسيح. وتكون القيادة خادمة، تحرص على الحماية، وتوفِّر الاحتياجات في المنزل.
- الخضوع هو الدعوة الإلهية للزوجة لتكرم وتؤكد على قيادة زوجها وتساعده على تحقيقها من خلال مواهبها الشخصية.
سأعود لبعض التطبيقات العملية لتلك التعريفات بعد لحظات. لكن أولًا دعوني أقول كلمة عن بعض الاعتراضات المتعارف عليها.
ماذا عن الخضوع المتبادل في أفسس 5: 21؟
الأفكار عن القيادة والخضوع ليست شعبية في أيامنا. روح مجتمعنا تجعل من الصعب على الناس أن يسمعوا هذا النص بطريقة إيجابية. الاعتراض الأكثر شيوعًا لهذه الصورة التي رَسَمْتها عن القيادة المُحبة والخضوع الإرادي هو أن الآية الموجودة في العدد 21 تُعلِّمنا أن نخضع بالتبادل لبعضنا البعض: “خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ الله”.
لذلك واحد من الكتَّاب قال، “بالتعريف، الخضوع المتبادل يحكم الاختلافات الموجودة في العلاقات الهرمية” (Gilbert Bilezikian, Beyond Sex Roles, p. 154).
بكلمات أخرى، إن كان الخضوع المتبادل حقيقة بين الزوج والزوجة، إذًا فهذا تناقض أن نقول إن الزوج لديه مسئولية خاصة أن يقود والزوجة لها أيضًا مسئولية لدعم هذه القيادة والمساعدة في تحقيقها.
ماذا نقول لهذا؟ سأقول ببساطة هذا ليس حقيقيًا. في الواقع، الكاتب الذي قال إن الخضوع المتبادل يحكم الخلافات الموجودة في العلاقات الهرمية يرينا أن هذا ليس حقيقيًا لاحقًا في صفحة أخرى عندما يقول: “الكنيسة تزدهر في وجود الخضوع المتبادل. في الكنائس المنقادة بالروح، يخضع الشيوخ للرعيَّة في المحاسبة على رعايتهم، والرعيَّة تخضع للشيوخ في قبولهم لإرشادهم”. ويقول في صفحة أخرى “الرعايا يخضعون لقادتهم بالطاعة”. بكلمات أخرى، عندما يتكلم عن الكنيسة، لا يوجد لديه مشكلة في رؤية كيف يكون الخضوع المتبادل ممكن بين مجموعتان، واحدة منهم لديها مسئولية خاصة للقيادة وأخرى لديها مسئولية خاصة لقبول القيادة.
وهذا صحيح. لا يوجد تناقض بين الخضوع المتبادل وعلاقة القيادة والتجاوب لها. الخضوع المتبادل لا يعني أن كلا الشريكين يجب أن يكون بنفس الطريقة. المسيح أسلم نفسه للكنيسة بطريقة، ونوع من القيادة الخادمة والتي كلفته حياته. والكنيسة أسلمت نفسها للمسيح بطريقة أخرى من خلال تكريم قيادته وإتباعه في طريق الجلجثة.
لذلك ليس حقيقيًا أن الخضوع المتبادل يحكم نمط العائلة كالحال في قيادة المسيح للكنيسة والخضوع. الخضوع المتبادل لا يلغي هذه القواعد، إنه يحولها.
هل اللفظ ” الرأس” يشير حتى إلى القيادة؟
أحد الاعتراضات الشائعة لنمط القيادة والخضوع هو أن اللفظ “الرأس” لا يحمل معنى القيادة على الإطلاق. إنه يعني “المصدر” مثلما نستخدم الكلمة أو “رأس النهر” أو “المنبع” (Bilezikian, pp. 157–162).
لذلك، عندما تدعو الزوج الرأس لزوجته لا يعني أن تدعوه للقيادة، لكن يعني أنه بطريقة ما “منبع” لها.
الآن، توجد دراسات مطوَّلة لتوضيح أن هذا ليس معنى طبيعي لكلمة الرأس في أيام الرسول بولس. لكنك لن تقرأ هذه المقالات لأنها فنيَّة (تحتوي على مصطلحات تقنية) جدًا. لذلك دعني أريك شيء من هذه الآيات والتي يمكن للجميع أن يراها.
يُصوَّر الزوج على أنه رأس الزوجة كما أن المسيح مصوَّر أنه رأس الكنيسة، أي جسده في الآيات 29-30. الآن، إن كان الرأس يعني منبع، إذًا الزوج يكون منبع لمن؟ ما الذي يحصل عليه الجسد من الرأس؟ يحصل على التغذية (مذكور في الآية 29). ويمكن أن نفهم هذا لأن الفم في الرأس، والتغذية تأتي من خلال الفم إلى كل الجسد. لكن هذا ليس كل ما يحصل عليه الجسد من الرأس. إنه يحصل على الإرشاد لأن العيون في الرأس، ويحصل على التنبيه والحماية لأن الآذان موجودة في الرأس.
بكلمات أخرى، إن كان الزوج كرأس متَّحد في جسد واحد مع زوجته، مع جسده، فإنه مصدر الإرشاد والطعام والتنبيه. ثم الاستنتاج الطبيعي أن الرأس، أي الزوج، لديه مسئولية للقيادة والدعم والحماية.
لذلك إن أسميت الرأس بمسمَّى المنبع فإن التفسير الأكثر طبيعية لهذه الآيات هو أن الزوج مدعو من قِبَل الله بأن يأخذ المسئولية الرئيسية كشبه للمسيح؛ القيادة الخادمة والحماية والإمداد في البيت. والزوجات مدعوات للإكرام والتأكيد على قيادة الزوج والمساعدة في تحقيقها طبقًا لمواهبهم.
تطبيقات عملية
كما قلت سأعود لبعض التطبيقات العملية.
- التحوُّل في القيادة
الدعوة في الآية 25 للأزواج أن يطوروا طريقة القيادة: “أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا”. هذا ما انتهينا عنده الأسبوع الماضي (لوقا 22: 26) حيث يقول يسوع “الْمُتَقَدِّمُ كَالْخَادِمِ”. بكلمات أخرى، الأزواج، لا يتوقفوا عن القيادة، لكن أن يحوِّلوا قيادتهم لخدمة. المسئولية للقيادة معطاة ليس لتعظيم نفسك، لكن لبناء أسرتك.
- التحوُّل في الخضوع
الخضوع ليس معناه وضع الزوج في مكانة المسيح. الآية 21 تقول أنت تخضع لتبجيل المسيح. الخضوع لا يعني أن كلمة الزوج مطلقة (حاسمة). فقط كلمة المسيح الحاسمة. لا يجب على الزوجة أن تتبع زوجها في الخطية. أنت لا تفعل هذا في تبجيل المسيح. الخضوع لا يعني الاستسلام الفكري، إنه لا يعني أن لا توجد قرارات منها أو أي تأثير منها على الزوج. إنه لا يأتي – أي الخضوع – من التجاهل أو عدم الكفاءة، إنه يأتي مما يليق ويناسب (كو 3: 18) في النظام المخلوق من قِبَل الله.
الخضوع هو ميل الإرادة لقول نعم لقيادة الزوج والرغبة الروحية والقلبية في دعم مبادراته. السبب في قولي إنها رغبة روحية وقلبية وميل الإرادة أنه ستأتي أوقات عندما تتردد الزوجة الخاضعة في قرارات زوجها. سيبدو لها أن الأمر غير حكيم. بفرض مثال لي أنا وزوجتي نويل، أنا على وشك القيام بأخذ قرار أحمق خاص بالأسرة. في تلك اللحظة يمكن أن تعبر نويل عن خضوعها بطريقة مثل: “جوني، أعلم أنك فكرت كثيرًا في هذا، وأنا أحب هذا عندما تأخذ المبادرة لتخطيط الأمور لنا وتأخذ تلك المسئولية على عاتقك، لكن حقيقةً لا يوجد لدي سلام تجاه هذا القرار وأعتقد أننا نحتاج للتحدث عنه أكثر. هل يمكننا هذا؟ ربما ليلًا لبعض الوقت؟”
السبب في كون هذا نوع من الخضوع الكتابي هو:
- أن الأزواج، على عكس المسيح، قابلين للخطأ ويجب أن يعترفوا بهذا.
- الأزواج سوف يريدون أن زوجاتهم يكونون متحمسين بخصوص قرارات الأسرة، لأن المسيح يريدنا متحمسين في إتباع قراراته وليس إتباعها بتعب وعدم قبول.
- الطريقة التي عبَّرت عنها نويل عن مخاوفها وصَّلت بوضوح أنها تؤيد قيادتي وتؤكد على دوري الذي هو الرأس.
عندما يدرك الرجل المسئولية الأساسية المُعطاة من الله لأجل الحياة الروحية الخاصة بالأسرة، جمع الأسرة لأجل الصلوات، أخذهم للكنيسة، الدعوة للصلاة لأجل الطعام – عندما يدرك تلك المسئولية الأساسية المعطاة من الله لأجل تهذيب وتعليم الأطفال، الوكالة (الإدارة) على المال، توفير الطعام، الأمن في المنزل، الشفاء من الخلافات، فهذا الإحساس الخاص بالمسئولية ليس استبدادي أو طغياني أو قمعي أو مسيء. إنها ببساطة قيادة خادمة. وأنا لم أقابل زوجة تشعر بالأسف أنها تزوجت رجل مثل هذا، لأن الله عندما صمم شيء مثل الزواج، صممه لمجده ولخيرنا.
مترجم بإذن من الناشر، يمكنك الرجوع إلى المقالة في الإنجليزية من اللينك التالي
https://www.desiringgod.org/messages/husbands-who-love-like-christ-and-the-wives-who-submit-to-them